|

هل المرض الجنسي عار ؟

المحتوى

المرض الجنسي مرض مثل كل الأمراض قد يكون عضوياً و قد يكون نفسياً.

فالمصاب بالبرد مثلا لا يتمني له الناس إلا الشفاء ويهتمون بعلاجه وتوفير الرعاية الصحية له حتي يتعافى ويتماثل للشفاء.

و لكن فيما يخص الأمراض الجنسية و غيرها مما يتعلق بذكورة الرجل و فحولته.

فهي من المشاكل ذات الطبيعية الحساسة في مجتمعنا العربي لما لها من دلالات وأهمية ترتبط في وجدان الكثيرين بالشرف والكرامة.

ويعتبر الكثيرين صاحب هذه الأمراض ليس رجلاً حقيقياً أو على أقل تقدير ناقص الرجولة.

الأمراض الجنسية حلقة مفرغة:

 في أحيان كثيرة يكون المرض سببه نفسياً وليس عضوياً.
بمعنى أن المريض يكون سليم تماماً عضوياً لا يعاني من أي شيء و فحوصاته كلها سليمة ولكنه ما زال يعاني من المرض الجنسي سواء الضعف الجنسي أو سرعة القذف وغيرها !!

و لكن المرض نفسه يكون وصمة اجتماعية في نظرته أمام زوجته أو أقاربه فيكون المرض نفسه هو سبب من أسباب المرض.
بمعنى أن حالته النفسية السيئة بسبب مرضه هي السبب الرئيسي في استمرار مرضه،
وبمجرد استعادة ثقته بنفسه يتعافى علي الفور كأن لم يكن!!

نظرة المجتمع مدمرة:

تقريباً غالبية المصابين بأمراض جنسية بلا استثناء يخفون علي الجميع حالتهم المرضية.
بل وقد لا يذهبون للطبيب تجنباً للوصمة الاجتماعية ويعتمدوا على العطارين والدجالين في العلاج خوفاً من (الفضيحة) التي قد تلاحقه.
ولا يدرك المجتمع أن المرض الجنسي مرض مثل غيرها التي تصيب غيرها من أجهزة الجسم التي ليس فيها منقصة تماما.

وباستمرار الوقت وتدهور حالة المريض للغاية والتوجه (مضطراً) إلى الطبيب بعد ذلك يكون الأوان قد فات بشكل كبير.
وما كان يحتاج شهراً لعلاجه قد يحتاج لسنوات حينها وما كان قد يمكن علاجه بكبسولات أصبح لا يتحسن إلا بجراحة !

أين تقع المشكلة في المرض الجنسي ؟

المشكلة في الوعي المجتمعي، فالمرض الجنسي ليس له أي علاقة بشرف الرجل أو رجولته.
بل هو مجرد عضو أو نسيج لا يعمل بالشكل الكفء ولا يحتاج إلا لبضع زيارات طبية للمختص حتي يقف علي علاجه وتتحسن الحالة بإذن الله.

الوصمة الاجتماعية للمريض الجنسي وحدها تقف عائقاً على علاج العديد من الحالات التي يمكن أن تتحسن بسهولة،
ولكن الفرصة تضيع بسبب الجهل بطبيعة المرض الجنسي والذي يكون في غالبية الأحيان ليس لصاحبه يد فيه.

أين حل مشكلة المرض الجنسي ؟

يبدأ الحل منذ الصغر.
فالثقافة الجنسية للأطفال بما يناسبهم مهمة للغاية وتتدرج المعلومات حسب كل فئة عمرية بما يناسبها من معلومات جنسية تشكل وعي كافي لها في مراحلها العمرية المختلفة.
فمثلاً في مرحلة الطفولة يتم تعليم الأطفال الفرق بين الشاب والفتاة والوقوف علي ماهية كل منهم والصفات المحبوبة والمكروهة في كل منهم،
وكيفية التعامل الصحيحة بينهم كما أنه من المفيد أيضاً توعية الأطفال وتدريبهم علي طرق حماية أنفسهم من أي اعتداءات جنسية أو تحرش من أصحاب الاتجاهات غير السوية من الكبار أو حتي المراهقين.

 في مرحلة المراهقة يبدأ التعريف بتغيرات الجسم الهرمونية و الفسيولوجية للجنسين و أنها طبيعية و شرحها ليكون المراهق علي علم وثقة بنفسه.

وفي مرحلة الشباب تبدأ التوعية بأهمية الزواج و الممارسات الجنسية السليمة والصحيحة .
وأهمية التوجه للطبيب في حالة الأمراض أو مواجهة أية عوائق من أي نوع.

وبهذا نوفر علي أنفسنا العديد من الطاقات المهدرة والقوة البشرية العاطلة التي لا تستطيع أن تنتج بشكل فعال في المجتمع.

شاهد أيضا القدرة الجنسية مع الدكتور أسامة غطاس

مقالات ذات صلة